" فاطمة بنت محمد صلي الله عليه وسلم "

من طرف tota ahmed الأحد يوليو 04, 2010 2:44 am

هي أصغر بنات النبي صلي الله عليه وسلم وقد بُعث أبيها وكان عمرها لا يتجاوز الخامسة ومنذ تلك اللحظة ظلت خلفه خطوة بخطوة وكان كل شيء مثيراً بالنسبة لها فكانت تتألم لما يلقاه أبيها من عنت قريش فقد عاشت معه طيلة حصار قريش للمسلمين في شعب أبي طلب لمدة ثلاث سنوات وحين عادت لمنزلها بعد فك الحصار لم تلبث إلا أيام قليلة حتى لفظت أمها انفاسها الأخيرة فدخل الحزن العميق إلي روحها وأحست بوحشة لم تألفها في حياتها من قبل ثم شهدت بالتدريج موت أخواتها واحدة تلو الأخري وتمضي الأحداث وتبلغ فاطمة الثامنة عشر من عمرها ولم تتزوج بعد فتقدم أقرب الناس لخطبتها وهما أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما ولكن الرسول صلي الله عليه وسلم ردهما برفق فقد كان هناك من هو مُهييء ليكون زوجاً وحبيباً لفاطمة إنه علي ابن أبي طالب رضي الله عنه الذي وصفه النبي صلي الله عليه وسلم لابنته قائلاً " إنه سيد في الدنيا وإنه في الأخرة لمن الصالحين " إنه أكبر الصحابة علماً وأفضلهم حلماً وأولهم إسلاماً وكان علي رضي الله عنه يكبُر فاطمة بأربع سنوات وقد تربي في بيت النبوة منذ كان صغيراً وأمن بالنبي صلى الله عليه وسلم ورافقه طيلة حياته وكان علي رضي الله عنه لفاطمة بمثابة أخ وصديق فكانت تأنس به وتعجب بشجاعته ورجولته وكانت تشعر دائماً بقربه منها وتعلقه به دون أن يبوح بكلمة واحدة وقد كان زواج النبي صلي الله عليه وسلم بالسيدة عائشة رضي الله عنها إيذاناً لفاطمة بإنهاء دورها في بيت أبيها كما كان رفض النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما إفساحاً للمجال أمام علي رضي الله عنه للتقدم لفاطمة وحين تقدم علياً للنبيصلى الله عليه وسلم للزواج بفاطمة وافق وتم زواجهما وتمضي الأحداث وفي السنتين الثالثة والرابعة للهجرة أنجبت فاطمة علي التوالي الحسن والحُسين وكان عمر النبي صلى الله عليه وسلم حينها سبع وخمسون عاماً وقد فرح بقدوم هذين الحفيدين فكان ذلك بعد مرور أعواما عديدة من وفاة السيدة خديجة رضي الله عنها وفى خلال تلك المدة قد تزوج النبي صلى الله عليه وسلم بخمسة زوجات ولم تتمكن أي واحدة منهن أن تُنجب له أبداً ولم تكد السنة الخامسة للهجرة تمضي حتي أنجبت فاطمة بنتاً فسمتها زينب علي إسم إختها وفي السنة السابعة للهجرة أنجبت بنتاً أخرى فسمتها أم كلثوم علي إسم إختها الأخرى وهكذا عادت عائلة النبي صلي الله عليه وسلم مرة أخري تجتمع في ذرية فاطمة ولكن هذه الأيام الهادئة لم تدم طويلاً فذات يوم جاءت فاطمة لتزور أبيها فرحب بها وقبلها وأجلسها إلي جواره وأسرلها أن أجله قد حان فبكت فهون عليها قائلاً " إنك أول أهل بيتي لحوقاً بي " وكانت وفاة النبي صلي الله عليه وسلم أكبر فاجعة قد حلت بفاطمة طيلة حياتها وكان مما يزيدها حزناً أنها الوحيدة بين أخواتها التي شهدت وفاة والدها فكلهن قد توفين قبله وشعرت فاطمة بجبال من الحزن تستقر فوق صدرها تكاد تخنقها وتخمد أنفاسها وبعد ستة أشهر فقط من وفاة النبي صلي الله عليه وسلم توفيت فاطمة رضي الله عنها وبموتها تجمع شمل العائلة الكريمة في جنات النعيم .

" سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك "